البحث في أجوبة عن أسئلة لم تطرح أو الغوص في متاهات الأعذار و التبريرات التي ليس لها دافع
قد يكون جنونا لبعضنا و لكنه للبعض و البعض الكثير شيء عادي و بديهي هم أصحاب الشخصية المبللة.
سميتها الشخصية المبللة لأنها تشبه قطعة خبز مبللة فأنت لا تستطيع أن تمسك بها و لا أن تحملها أو تتكبد عناء حملها لأنها لا محالة ستتمزق.
من خلالي تدريبي للغة الانجليزية لمن نسميهم( كبار ) بين قوسين اكتشفت تنوعا و اختلافا عجيبا غريبا للنفس البشرية. هذا جميل و لكن بعض الشخصيات تتثير فيك الدهشة لدرجة أنك تمسك عن الكلام فلا الحوار ينفع و لا النقاش يستجدي نفعا و لا حتى السؤال ما الأمر يرضي فضولك.. هذه صفات الشخصية المبللة التي ينفطر قلبها انفطارا مهولا حزنا و هما إذا لم ترد عليها سلاما في الدردشة.. و يندب جبينها عرقا متصببا احتقانا و غضبا إذا نسيت أن تعلق على ما كتبت..
و ينكسر خاطرها انكسارا و انشقاقا ألما و حسرة لأنك نسيت أن تشكرها على صنيع صغير أو على كلام بليد أو حتى على ايماءة منها ركيكة.
الغريب و المدهش في هذه الشخصية أنها ستهاجمك هجوما محارب حاقد.. و تقسو عليك قسوة عدو كاره و تحملك أضرار طوفان هائج و خسائر فيضان تسونامي هائل و تنزل عليك باللوم و اللائمة.. ثم تخرجك من حياتها فلا تجد لها أثرا و لا دليلا و تبقى تتساءل : ما الامر؟؟؟
حدثت معي شخصيا مثل هذه المواقف و لا أنكر أنني في أول الأمر كنت ألوم نفسي و أحملها ما لا تطيقه و أشك فيها ريبا غير عادل ربما لأن التخالط مع الآخرين كان في أوله و كنت في خطوات الأولى في طريق العمل و البدايات العنفوانية في رحلتي داخل أغوار المجتمع الذي أعيش فيه. و لكن مع مرور الوقت و مع اختلاطي أكثر بالناس بدات آخذ الأمر كطرفة مضحكة و أضحك ملء ثغري مظهرة أضراس العقل . لا لشيء إلا لأنني أدركت حق الإدراك أن الشخصية المبللة شخصية مريضة نفسيا تتأثر بما لا يدعو للتأثر ..و تحمل نفسها أهوال الدنيا كلها و تحمل الآخرين كل الآلام التي تحس بها و الوخزات القلبية التي تشعر بها.. و تحسب أنها على نبذ من الناس و أن حظها العاثر لا يكاد أن يتغير حتى تقع في مشكلة شفافة أخرى ..و أقصد هنا بالمشكلة الشفافة المشكلة النفسية الحرجة التي توقع نفسها فيها.. و ربما ستتضح الصورة إذا سردت الموقف التالي:
فإحدى من كانت تحضر دورة في الانجليزية التي كنت أقوم بها و التي أقسم بالله حالفة غير حانثة و الله يشهد أنه لم يكن أي تواصل بيننا من حيث مبدأ التواصل المتعارف عليه. فلم تكن هناك رسائل متبادلة و لا مكالمات و لا نقاشات و لا حوارات كانت تحضر الدرس و كل يذهب لحال سبيله.. أتكلم معها فقط إذا طرحت سؤالا فأجيبها بكل مسؤولية و احترافية لمهنتي أو عندما تخضع للاختبار الشفوي... فافاجأ برسالة منها أختصرها في كلمة البلل فقد كانت تحوي هجوما و اتهام بتصرفات شنيعة. لكن ما هي هذه التصرفات؟ الله أعلم بها.. لأن هذه الشخصية المبللة هجمت و اتهمت بدون أن تكتب ألفاظا خاصة بهذا الأمر . طبعا هذه عينة من المواقف التي مرت علي و كل ما فعلته أنني ابتسمت و حذفتها من قاموس حياتي و لم أشعر بها ابدا فهي لم تترك أثرا واضحا بتواجدها فكيف أحس بفراغ مكانها؟ و لزاما على مثل هذه الشخصيات أن تخضع للعلاج و الحصص البسيكولوجية
و العلاجية حتى تتاقلم مع سكان الأرض و تودع عالمها الضعيف و و بستانها الخاوي على عروشه
و الهزيل.
لأنها ستذبل و تموت هما و غما و حزنا من حيث لا تدري.
و أنا هنا في موقف دفاع عنها و ليس في موقف اتهام و لا غيبة لأن الأجدر بالمفكر أن يساعد الناس على التطوير و التقدم في هذه الحياة و أنا ممتنة لمثل هذه الشخصيات كثيرا لأنها علمتني أن لا أكون مثلها و أن أبدع في كتابة مقال...
بقلم سهيلة سعدوني
موضوع الاسبوع للنقاش التعبير عن المشاعر... كثير من الناس لا يتطيع التعبير عن مشاعره و أحاسيسه مهما كان تنوعها، و الأسباب كثيرة ..فهل هي عدم الثقة في الناس؟ أم التعبير عن المشاعر يدل على ضعف الانسان؟ أم هي مشكلة نفسية نحسبها هينة و هي عظيمة؟ هل تجد(ين) صعوبة أو سهولة للتعبير عن المشاعر سواء كانت حزنا أو سعادة أو حبا أو غيره؟ Hope Heaven قد تختلف المشاعر من شخص لآخر هناك من يراها أنها ضعف و لا يجب البوح بها فيحتفظ بها لنفسه و هناك من يراها هينة و يرى أن قولها فعل يجب حدوثه و بين هذا و ذاك تترتب حالات نفسية لكلا الطرفين فالأفضل أن نبوح بمشاعرنا مهما اختلفت و إن كان الخجل من المحيطين بنا فهناك بالتأكيد أناس نثق فيهم كالأم أو الأخت أو الزوج و الزوجة على حد سواء أنا أرى أن الإنسان كتلة من المشاعر لا يمكن حصرها و الله جلا و علا لم يخلق فينا هذا من عبث لكنها الروح الانسانية التي تميز الإنسان ...تحياتي Sanaa Cool عدم التعبير عن المشاعر والاحاسيس من اصعب المواقف التي تمر على الانسان ويكمن ذالك ربما لعدم ثقته بالناس والخجل وهذا مايجعله يضبط مشاعره داخل قلبه مما قد يسبب له مكب...
