التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

قراءة في كتاب: النهضة من الصحوة إلى اليقضة للدكتور جاسم سلطان

معلومات عن الكتاب: الكاتب هو المفكر القطري جاسم سلطان  صاحب مشروع النهضة، و للمزيد من المعلومات عنه و ما يقدمه، أحيل عزيزي القارئ إلى هذا الرابط:  http://www.4nahda.com/user/9 عنوان الكتاب : النهضة من الصحوة إلى اليقضة  و هو الجزء الأول من سلسلة أدوات القادة في مشروع النهضة المجال : فكري تنموي نهضوي عدد الصفحات : 259 المقدمة : اشتملت على نقاط محددة لبدء عملة تناول الموضوع فكريا و وجدانيا، لذلك استعمل الكاتب مصطلحات معينة في مقدمته و هي كالآتي:  الفهم : أي فهم الموضوع من جميع جوانبه، و بالأساس فهم مسألة النهضة و طرح استشكالات عنها لتحديد ماهيتها و كيفية القيام بها. خارطة ذهنية :  تشبه قاعدة البيانات للإلمام بهذه القضية، الملاباسات و المعطيات و الطريق و الأرقام و الأمثال.... ثم عرج الكاتب سريعا على خطة بحثه و التحديات التي واجهها و هو بصدد تأسيس المشروع برمته مشروع النهضة. التمهيد: يبدأ فيه بتعريف النهضة على أنها حركة فكرية عامة منتشرة تتقدم باستمرار في فضاء القرن،  و تطرح الجديد دون قطيعة مع الماضي. و هناك لفظ التنمية التي ستعملها المختصون في مجالا
آخر المشاركات

أيبنة العقل البشري

ت حدثت مع صديقة لي صينية عن موضوع الحفاظ على التقاليد، فروت لي قصة معاناتها مع المعارضة العنيفة التي واجهتها عندما !  غيرت لون شعرها إلى اللون الأزرق!! قالت إن المجتمع الصيني مجتمع محافظ جدا، لدرجة أن الناس يستقبحون أفعال قد تبدو في مجتمع آخر غير ذات أهمية، و عقدت صديقتي مقارنة بين مجتمعها و المجتمع الياباني، على أن هذا الأخير يواكب العصرنة و التطور و لا يبالي أبدا بما هو غير مألوف، حتى أنها رأت بأم عينها- و هي تزور اليابان- شعر وردي كلون الوردة الزهرية!! إلى هنا تبدو القصة عادية، و لكنها تتخذ منحنى هابط عندما فسرت لي كيف أن اليابانيين قد استمدوا قوة شخصيتهم من خلال تأثرهم  بالأنمي!!!!!! حقا؟؟؟؟ تعجبت بذهول كوكب اليابان الشقيق-كما يطلق عليه الجزائريون- الذي وصل إلى أعلى درجات التطور المادي و التكنولوجي و الحضاري و العلمي، يستمد قوة شخصيته كما ترى جارته الصينية من مشاهدة الرسوم المتحركة، و إذا ما سمحت لنفسي بالتفلسف قليلا فهذا يعني أنّ مرجعيته لقبول الحسن و رفض القبيح هي: رسوم الانمي. التي تظهر شخصيات تكاد تكون حقيقية بالنسبة لهم، تتمتع بهالة رهيبة توقد في نفوسهم الاعجاب و الذهول.

ظل الريح

رواية أردتني قتيلة، و لكن قتيلة في سبيل ماذا؟ لم أفهم.. أتعلمون ذلك الشعور الذي يجعل القلب يدق بسرعة حين نكون على وشك توديع محتضر عزيز علينا لكنه آلمنا؟ ذاك الشخص الذي نحبه و لكننا نكرهه؟؟؟ شخص أحاسيسنا تجاهه تجمع نقيضين و نحتار في صدق مشاعرنا تجاهه؟  هذه الرواية أحببتها بطريقة سوريالية و كرهتها بطريقة دوغمائية.. تشاجرت معها بطريقة تراجيدية و توددت إليها دون أن تتكلف عناء غوايتي بطريقة ميلودرامية. كم أكره نفسي حين ينتزعني كتاب من الواقع انتزاع الملائكة للروح.. أجدني اشفق على نفسي أعايرها أيتها المثقفة المتعجرفة... هل يمكنني أن أتخطى حاجر العنهجية التأولية الذي بنيت على مر الحِجَج التي قضيتها في ترحال من كتاب إلى كتاب كي أقدم مراجعة ارستقراطية نبيلة بعيدة عن النرجسية ؟؟ هل يمكنني حقا؟ إنني أستشكل قلبا و قالبا مفهوم الغموض؟ بحثت في أعماقي عن ضبط هذا اللفظ الي طالما نعرفه بالشيء غير المفهوم أو المغالطة السوفسطائية، و لكنني انتهيت إلى معرفة غموض من نوع آخر، غموض لذيذ يجعل الذات المدركة للأشياء تتلاشى في اللاشيء الموجود.  أحببت الرواية لأنها غامضة بهذا المفهوم الذي تجلى لي من خ

الإسلام يتحدى

الإسلام يتحدى كتاب انتهيت منه بتاريخ 14-12-2015، و كنت قد بدأت قراءته منذ شهرين متتابعين لمن أراد أن يفقه القراءة، و يا لسعادتي و أنا أغلق دفّته الأخرى، و يا لخيبة أملي و أنا أحاول إسقاط ما قرأته على الواقع... لا شك أنَّ هناك العشرات بل المئات من الكتب و الرسائل و الخطب و البرامج و جميع المحاولات، التي يشهد لها العقل قبل الوجدان بالنيَّة الحسنة للدفاع عن الإسلام، و المبادرة إلى التعريف بالنبيّ الكريم، لكنّا نلمس فيها أسلوب التقرير الهجائيّ، و الوعظ الرثائيّ و البكاء على أطلال الفوراس و الرعب من تحرير المدارك، يمضغون سير الأولين و يجترون اختلاف الفقهاء و المتكلّمين، أولئك السلف الصالح الذين سبقونا إلى رضوان الرحمن و قد قضوا إلى ما قدّموا من تضحيات و عزّة و كرامة. فنتأسّف على حال من انتهجوا هذا النهج للتعريف بالإسلام و الدفاع عنه.لذلك لا تكون النتائج بتلك القوّة التي أُعِدَّت بها تلكم المحاولات، و كثيرا من الأحينة لا تكون هناك نتائج ألبتّة، و ترى النّاس سكارى مسلميهم قبل ملحديهم و مشركيهم، يلجّون في طغيانهم يعمهون، و تلك الامّة الموحِّدة التي تدين بدين الحنفية مراوحة لمكانها، بل

قراءة في قراءة

عرب و مسلمون للبيع... هذا العنوان لن يشدّ إليه إلاّ كل عقل ملأه الفضول و كلّ فؤاد اعتراه الحزن و الذهول ممّا يحدث في بلاد الإسلام و المسلمين. و لعلّ هناك من يفضّل عدم قراءة كتب من هذا النوع كي لا يتفجّر الجرح ألما و حسرة و يتحوّل القارئ إلى كتلة بشرية كاسفة كئيبة تخلد إلى النوم السريري بفهم سوداويّ و يأس حالك لا علاج له. غير أنّ هذا هو الظاهر فقط، و الصحيح المفاجئ هو أنّني بمجرّد ما أنهيت الكتاب حتى انشرح صدري، و تبدّلت معالم وجهي من عجوز كئيبة في سنّ الشباب إلى ملامح طفلة حالمة تطير من السعادة و يملأ قلبها شعاع الأمل و اليقين0 فالكتاب في أوّله يوضّح و يبيّن مكانة العرب و المسلمين عبر التاريخ و لعلّه بدأها منذ سقوط الدولة العباسية في عهد المستعصم و الأهوال التي حدثت على يد هولاكو إلى يومه ذاك – و أقصد الزمن الذي كتب فيه الكتاب- و هو عبارة عن صفحات تاريخية بيّنة أكثر من أن يكون بحث أو دراسة في أوضاع المسلمين. قارئ الكتاب يشعر أنه يشاهد فيلم فيديو لأعنف و أفضع الجرائم المرتكبة على المسلمين على مرّ العصور. و الأجزع و الأنكى هو تلك المشاهد المقزّزة لأثرياء العرب و

أنا و الثقافة

الجزء الرابع الفصل الأول من كتاب مشكلة الثقافة يتحدث المؤلف مالك بن نبيّ رحمه الله عن مفهوم الثقافة على ضوء التعريفات المتنوعة للمدارس المختلفة. يقول أن الثقافة كفكرة أو كمسمّى جديدة حديثة جاءت من أوربا و بالضبط من كلمة زرع " cultiver" و هي ثمرة من ثمار عصر النهضة الذي شهدته أوربا في القرن السادس عشر. الثقافة لدى الغربيين هي ثمرة فكر الإنسان. و عند الماركسيين هي ثمرة المجتمع. و يقسمها وليام أوجبرن إلى قسمين: 1-   ثقافة مادية و هي مجموع الأشياء و أدوات العمل و ثمراتها 2-   ثقافة متكيفة و هي العقائد و العادات و الأفكار و التعليم..الخ إذن الثقافة مكونة من الأشياء و الأفكار. غير أن السبب الأول والرئيسي لنهضة أي مجتمع إنما يكون عن طريق انفجار براكين الأفكار و الابتكارات من الإنسان.و قد ضرب مالك بن نبيّ رحمه الله مثلا عن ألمانيا التي شهدت الانهيار الكامل لعالم الأشياء استطاعت باحتفاظها بعالم الأفكار و العزيمة أن تنهض من جديد و أي نهوض؟؟..  كثيرا ما نجد العرب بصفة عامة يفتخرون ببنايات شاهقة و حدائق واسعة و بسوبر ماركت جديد جميل و أنيق في حيهم.. و يظهر الفرح

أنا و الثقافة... الجزء الثالث

أول ما شدني في الكتاب هو الإهداء إلى الشباب المتطلع إلى العودة بالمجتمع الإسلامي إلى حلبة التاريخ. قلما نجد كتاب و مؤلفين يقومون بتقديم الكتاب للشباب لكي ينهضوا بمجتمعهم و أمتهم و هذا دليل على أن المفكر مالك بن نبيّ رحمه الله كان يعوّل كثيرا على الشباب لإعادة المجتمع لقيمه و مبادئه المستنبطة القائمة من الشريعة الإسلامية السمحة. لكنني تأمّلت قليلا فوجدت أن الشباب المقصودين هم القادة و الحكام و المسئولين اليوم علما بأن الكتاب كتب في الخمسينيات من القرن الماضي. غير أن هؤلاء اليوم بين مخلوع و مطرود و مقتول و مقال و حاكم رغما عن أنوف الشعوب.. و الذين لم يصلوا إلى مراتب عالية فهم دكاترة و مفكرين و أساتذة. غير أن أقلامهم و تفكيرهم خفت بريقها و سكنت ضوضاؤهم حتى عدنا لا نسمع لهم مقالا إلا ما رحم ربي. لكن و على رأي مالك فالأمل كل الأمل في الشباب. تحدث مفكرنا رحمة الله عليه على الأفكار فاعتبر أن لها أهمية كبيرة في مجتمع ما فهي تتجلى في صورتين: إما أن تؤثر سلبيا أو إيجابيا. ففهمت أن الأفكار عوامل تساعد الحياة الاجتماعية على النهوض و الرقي أو عوامل تهدم و تحطم المجتمع و تحيله إلى فوضى ع

أنا و الثقافة 2

الجزء الثاني من مراجعتي لكتاب: مشكلة الثقافة لمالك بن نبيّ.  مشاركة مني لمبادرة كلنا نقرأ في اليوم العالمي للكتاب أنهيت الكتاب الأول بفضل الله تعالى من سلسلة مشكلات الحضارة لكاتبه المفكر الإسلامي الجزائري الجليل: مالك بن نبيّ الذي يوصف بمنهجية و فلسفة التفكير و ملكة في تقديم العلاج و الطبابة في قضايا الأمة المختلفة. و قد كانت سعادتي و حسرتي في نفس الوقت و أنا أقرأ الكتاب تؤنسان عقلي و هو في حالة تفكر و تدبر لقضية الثقافة في مجتمعنا الجزائري خاصة و العربي عامة. فضلت أن لا أتحدث في هذه المقالة عن مالك بن نبيّ رحمه الله و عبقريته الفذة في تحليل المشكلات لأنني أصغر بكثير من أن أستعرض إعجابي و انبهاري بتقنيته في الكتابة هذا من جهة. و من جهة أخرى يمنعني حزني و ازدرائي لنفسي أن أظهر عدم استحيائي لكوني أقرأ لمالك بن نبيّ أول مرة. و قد تحدثت عن هذا في الجزء الأول من هذه المراجعة الطويلة مستطردة بقصة الصديقة التي أنبتني حين علمت مني أنني أعرف لمالك عناوين فقط. بيد أن الاعتراف بالتقصير خطوة لانجاز الكثير و قراءة كتاب مشكلة الثقافة أولا قبل غيره من الكتب ما كان اختيار

أنا و الثقافة

الجزء الأول لمقالي عن قرائتي لكتاب مشكلة الثقافة في أحد الايام قبل تقريبا 9 سنوات كنت أتناقش و صديقة لي عن الكتب التي نقرؤها. و سألتني عمّا إذا كنت قد قرأت لمالك بن نبيّ. أجبتها بالصدق و هو أنني قرأت له بعض العناوين و أنا أتجول في مكتبة مركز البحث العلمي في الانتروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية حين كنت أزور والدي في مكتبه. إلا أن صديقتي تبسمت تلك الابتسامة الممزوجة من السخرية و الحسرة ثم قالت: "  كونك لم تقرئي لمالك بن نبيّ فاسمحي لي أن أقول لك أنك لم تقرئي قط" طبعا أخذتني حميّة الجاهلية في التعصب و الحنق و أخبرتها أن هذا غير صحيح فكونها هي أيضا لم تقرأ مثلا لفريديريك دارد الذي كنت أقرا له أنذاك رواية اسمها toi qui vivais لا يعني أنها لم تقرأ أدب فرنسي. طبعا قلت هذا لمجرد القول و الهروب من وخز في قلبي كان قد بدأ في إيلامي. و حسرتها التي كانت قوية في عينيها لاحقتني طوال هذه السنوات حتى قررت بالفعل أن أقرأ لمالك بني نبيّ كل كتبه و كنت قد اشتريت ثلاثة عناوين هي : تأملات، مشكلة الثقافة، مذكرات شاهد للقرن. و فعلا بدات في قراءة مشكلة الثقافة و قد شعرت فعلا بو