التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل ٢٧, ٢٠١٤

أنا و الثقافة

الجزء الرابع الفصل الأول من كتاب مشكلة الثقافة يتحدث المؤلف مالك بن نبيّ رحمه الله عن مفهوم الثقافة على ضوء التعريفات المتنوعة للمدارس المختلفة. يقول أن الثقافة كفكرة أو كمسمّى جديدة حديثة جاءت من أوربا و بالضبط من كلمة زرع " cultiver" و هي ثمرة من ثمار عصر النهضة الذي شهدته أوربا في القرن السادس عشر. الثقافة لدى الغربيين هي ثمرة فكر الإنسان. و عند الماركسيين هي ثمرة المجتمع. و يقسمها وليام أوجبرن إلى قسمين: 1-   ثقافة مادية و هي مجموع الأشياء و أدوات العمل و ثمراتها 2-   ثقافة متكيفة و هي العقائد و العادات و الأفكار و التعليم..الخ إذن الثقافة مكونة من الأشياء و الأفكار. غير أن السبب الأول والرئيسي لنهضة أي مجتمع إنما يكون عن طريق انفجار براكين الأفكار و الابتكارات من الإنسان.و قد ضرب مالك بن نبيّ رحمه الله مثلا عن ألمانيا التي شهدت الانهيار الكامل لعالم الأشياء استطاعت باحتفاظها بعالم الأفكار و العزيمة أن تنهض من جديد و أي نهوض؟؟..  كثيرا ما نجد العرب بصفة عامة يفتخرون ببنايات شاهقة و حدائق واسعة و بسوبر ماركت جديد جميل و أنيق في حيهم.. و يظهر الفرح

أنا و الثقافة... الجزء الثالث

أول ما شدني في الكتاب هو الإهداء إلى الشباب المتطلع إلى العودة بالمجتمع الإسلامي إلى حلبة التاريخ. قلما نجد كتاب و مؤلفين يقومون بتقديم الكتاب للشباب لكي ينهضوا بمجتمعهم و أمتهم و هذا دليل على أن المفكر مالك بن نبيّ رحمه الله كان يعوّل كثيرا على الشباب لإعادة المجتمع لقيمه و مبادئه المستنبطة القائمة من الشريعة الإسلامية السمحة. لكنني تأمّلت قليلا فوجدت أن الشباب المقصودين هم القادة و الحكام و المسئولين اليوم علما بأن الكتاب كتب في الخمسينيات من القرن الماضي. غير أن هؤلاء اليوم بين مخلوع و مطرود و مقتول و مقال و حاكم رغما عن أنوف الشعوب.. و الذين لم يصلوا إلى مراتب عالية فهم دكاترة و مفكرين و أساتذة. غير أن أقلامهم و تفكيرهم خفت بريقها و سكنت ضوضاؤهم حتى عدنا لا نسمع لهم مقالا إلا ما رحم ربي. لكن و على رأي مالك فالأمل كل الأمل في الشباب. تحدث مفكرنا رحمة الله عليه على الأفكار فاعتبر أن لها أهمية كبيرة في مجتمع ما فهي تتجلى في صورتين: إما أن تؤثر سلبيا أو إيجابيا. ففهمت أن الأفكار عوامل تساعد الحياة الاجتماعية على النهوض و الرقي أو عوامل تهدم و تحطم المجتمع و تحيله إلى فوضى ع