التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كتاب مكتوب بالبكتيريا و الجراثيم




القراءة شيء ممتع للغاية فهي تنسحب إلى داخل الروح فإما تغنيها و ترفع بها برقي الفكر و سمو الهدف فتجعل النفس تتغير
 شيئا فشيئا إلى أحسن الحالات و تتقدم نحو نضج فعال  الذي يؤثر بدوره في المجتمع و إمّا تتدحرج الروح و الفكر معا من على جرف الريبة و الحيرة و التذبذب بين ما هو صحيح و ما هو خاطئ. 
فقد تعلمت  من مطالعتي الكثيرة التي ورثتها عن أبي حفظه الله أمورا  عديدة تتباين من حيث المواضيع التي تطرحها هذه الكتب التي أنتقيها لأقرأها بهدف واحد و هو التعلّم و الرقي بالفكر. و بعد أسفاري الكثيرة و مازلت أسافر بين طيّات الكتب وصلت إلى استنتاج عظيم و كبير و مهم بقدر أهميّة القراءة و هذا الاستنتاج قد كتب عليه هو الآخر كتب كثيرة و خاض فيه  علماء فكر و فلاسفة
 و إصلاحييون عدة و لكنني فخورة بأنني توصلت إليه بنفسي و بمجهودي الخاصّ
 و لو كان ذلك متأخرا. و قد   كتبت  على محرك البحث سؤال: ماذا أقرأ؟ 
و وجدت لائحة طويلة من المواضيع في المنتديات و غيرها تعلّم القارئ  كيف يقرأ
 و ماذا يقرأ و لعلّ أكثر الكتب انتشارا في هذا المجال على الأقل في العالم الاسلامي هو كتب الدكتور طارق السويدان في هذا المضمار منها كتاب ماذا تقرأ و كتاب كيف تقرأ..كنت أشعر بسعادة غامرة و أنا أحمل الكتاب..لكنني و قبل أن أبدا في قراءته رغبت في كتابة هذه الفضفضة الشخصية في الاستنتاج الذي توصلت إليه و لو أنه متأخر بعض الشيء و هو أن بعض الكتب قد تدمّر الشخصية و تردها أسفل سافلين و هذا معلوم و بعض الكتب تترك في قارئها الذي بدأ لتوّه  ممارسة هواية المطالعة
 و الذي اختارها عشوائيا تترك في نفسه شك و ريبة قاتلين و يبدأ في التفلسف
 و يهجم عليه إبليس لعنه الله و جميع مردته من الإنس و الجنّ بالوسوسة السؤالية إن صحّ التعبير فتجده يطرح على نفسه أسئلة حيث لا يوجد هدف نبيل منها و هنا أتذكر قول الله سبحانه و تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ . قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ .} [سورة المائدة:و قد يدخل هذا القارئ المسكين إلى متاهات علم الكلام و الفلسفة العفنة و ليس هذا مقام كلامي و لكنني أريد أن أوصل فكرة و هي أن من تربّى و شبّ على الدين و على الإيمان و على الشريعة الإسلامية و ما تريده منّا و تشبّع بالعقيدة و قرأ السيرة و تشرّب التفسير الميسر فلن يجد بحول الله و قوّته لطريق الحيرة سبيلا ذلك لأنّه يعرف ما يجب عليه و هذا ليس معناه أن يتابع قراءة الكتب التي لا يريد أصحابها منها إلا الدعوة إلى الضلال
 و الانحراف من خلال إرساء أفكار العلمنة القبيحة عبر سطور كلماتهم بطريقة ضمنية.
أكتب هذه الكليمات بعد أن قرأت عن كاتب جزائري حاز العديد من الجوائز و بعد أن سألت الكثير من صديقاتي عنه أخبرنني أنه مشهور و معروف و و و..فقلت لما لا أنتقي إحدى رواياته و أرى ما القضية التي يحملها على عاتقه و يخطها في كتبه..و فعلا اخترت واحدة و بدات القراءة لأصدم  صدما مقيتا و لتعقد دهشة التحقير و الازدراء لساني بالكلمات الكفرية 
حرفيا المكتوبة في صفحات الكتاب..هذا الكاتب الذي حاز عديد الجوائز العربية
 و الدولية و يدرس في الجامعة!!!!!...طبعا تركت الكتاب من أول فصل وشعرت بالآسى و الحزن الشديدين حين رأيت صفحته على الفايسبوك و قد بلغت عددا كبيرا من معجبيه...
قد يكون هذا موضوع مألوف و متداول و لكنني على الأقل كتبته بنظرة قارئة..


كتبته سهيلة سعدوني

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أحابيل الشيطان

أحابيل الشطيان بعد أسبوع من المعاناة و التقلّبات المزاجية أنهيت رواية قواعد العشق الأربعون و بيدي سبعة قصاصات تحوي نقاطا و أفكار استنبطتها من الكتاب و هي كثيرة جدا، ولكنني سأحاول قدر المستطاع أن أدرجها بالترتيب الذي كتبته و أن أمحصّها و أحلّل الأهم منها حتى لا يتحوّل مقالي إلى جريدة. 1-   عنوان الرواية هو قواعد العشق الأربعون رواية عن جلال الدين الروميّ و بداخلها رواية بعنوان " الكفر الحلو" و هذا كان متعمّدا من الكاتبة التركية لأنّها تؤمن بالباطنية، الباطنية التي تحدّثت عنها طوال الرواية في شخصياتها و أحداثها و قواعدها. فالعنوان الأول يجذب القرّاء و أقطع يدي إن لم يكن جلّ من قرؤوا الرواية كان دافعهم العنوان و معرفة كيف يوقعون من يحبونهم في العشق !! . و هذا ما أردته الكاتبة تماما و قد نجحت فيه. أمّا نيّتها فهي أن توقعهم في متاهات التفكّر الشاذ و التأمّل اللاّمنطقي للدين عبر العنوان الثاني للرواية الداخلية و هو " الكفر الحلو" .و أنا بدوري تأمّلت ذكاءها الذي يشبه لحد كبير دهاء و مكر اليهود حين يخططون و يرسمون للإيقاع بأعدائهم ) نحن و غيرنا ( بتقديم شراب الب

قراءة لمسرحية كل شيء في الحديقة لجايلز كوبر

في حياتي كلها لم أقرأ إلا مسرحيتين الأولى كانت بعنوان la sauvage   أي المتوحشة لكاتبها جون أنوويل و ذلك حين كنت أقضي أيام العطلة الصيفية في منزل جدتي حيث كنت أنكبّ على مطالعة كتب الجيب الصغيرة جلّها لكتاب فرنسيين كان خالي يكسبها لعشقه للأدب الفرنسي. و الثانية هذه المسرحية بعنوان everything in the garden  للكاتب البريطاني جايلز كوبر و ما دفعني لقراءتها هو حديث صديقتي البرازيلية أنيتا الواقعة في غرام الأدب الانجليزي و خاصة المسرحيات عنها. المسرحيات التي أفضل مشاهدتها و لا أهتم كثيرا بقراءتها ذلك لأنني أشعر أنني سأصاب بالملل حين أنكبّ على قراءة حوار لا ينتهي من حيث أنه لا يوجد سرد للأحداث و غير ذلك. المسرحية تجري أحداثها في ضاحية من ضواحي لندن أين يعيش بعض الموسرين الذين بدت عليهم البحبوحة و الأبهة رغم مناصب شغلهم المتواضعة. و بطلا المسرحية هما برنارد و زوجته جيني اللذان يحلمان بشراء بعض الحاجيات و لكنهما لا يملكان المال الكافي لذلك. فتقرر الزوجة جيني أن تضع إعلانا في الجريدة للحصول على عمل الشيء الذي يرفضه برنارد بشدة. و المفاجأة تحدث أو تبدأ حين تزور جيني يهودية تتاجر

قراءة في كتاب: النهضة من الصحوة إلى اليقضة للدكتور جاسم سلطان

معلومات عن الكتاب: الكاتب هو المفكر القطري جاسم سلطان  صاحب مشروع النهضة، و للمزيد من المعلومات عنه و ما يقدمه، أحيل عزيزي القارئ إلى هذا الرابط:  http://www.4nahda.com/user/9 عنوان الكتاب : النهضة من الصحوة إلى اليقضة  و هو الجزء الأول من سلسلة أدوات القادة في مشروع النهضة المجال : فكري تنموي نهضوي عدد الصفحات : 259 المقدمة : اشتملت على نقاط محددة لبدء عملة تناول الموضوع فكريا و وجدانيا، لذلك استعمل الكاتب مصطلحات معينة في مقدمته و هي كالآتي:  الفهم : أي فهم الموضوع من جميع جوانبه، و بالأساس فهم مسألة النهضة و طرح استشكالات عنها لتحديد ماهيتها و كيفية القيام بها. خارطة ذهنية :  تشبه قاعدة البيانات للإلمام بهذه القضية، الملاباسات و المعطيات و الطريق و الأرقام و الأمثال.... ثم عرج الكاتب سريعا على خطة بحثه و التحديات التي واجهها و هو بصدد تأسيس المشروع برمته مشروع النهضة. التمهيد: يبدأ فيه بتعريف النهضة على أنها حركة فكرية عامة منتشرة تتقدم باستمرار في فضاء القرن،  و تطرح الجديد دون قطيعة مع الماضي. و هناك لفظ التنمية التي ستعملها المختصون في مجالا