حين يموت شخص في بلدي و في أول ايام جنازته تكتب له الحياة الحقيقية..فحينئذ بالذات تبدأ سيرته على
كل لسان و يفتح النقاش وسط القاعة المكتظة بين وشوشة و بين عويل من هنا و هناك..أول يوم في جنازة الميت هي حفل إما للتكريم و إما للتهديم..فمن لديه غصة في قلبه يخرجها و يزيد عليها ملحا أجاجا فالمتكلم عنه لن يقابله و لن يكذبه و تنطلق زفرات الغيبة و هو ممد أمامهم أو بعد دفنه..حين يكوت يحيا في أعين من أماتوه حين كان حيا..فيبدؤون في الحديث عن سيرته الجميلة و يتدخل كل من لم يعرفه من قبل أو من عرفوه و أنكروه يتدخلون و يتطفلون بوقاحة منافق و يعرضون المساعدات على عائلته و على أولاده و يظهرون كرمهم المزيف و عطاياهم الفارغة أمام الحضور..
فقط حين يموت الشخص يرفعونه إلى سبع سموات أو يهوون به في قعر الأراضي السبع فمنهم من يشهد له بالجنة تأكيدا لا يمسه ريب.. و منهم من يرى أنه في الدرك الأسفل من النار..خصوصا أصحاب عبارة -- اتقي الله- فيبدؤون في التحليل و التمحيص لجميع تصرفاته مهما كانت صغيرة أو كبيرة..
عندما يموت الانسان يصدق عليه أصحاب الأكياس و يضاهون أمثالهم في المأكولات و المشروبات و تقديم المساعدات...
هذه حياة الميت بعد حياته كميت...
موضوع الاسبوع للنقاش التعبير عن المشاعر... كثير من الناس لا يتطيع التعبير عن مشاعره و أحاسيسه مهما كان تنوعها، و الأسباب كثيرة ..فهل هي عدم الثقة في الناس؟ أم التعبير عن المشاعر يدل على ضعف الانسان؟ أم هي مشكلة نفسية نحسبها هينة و هي عظيمة؟ هل تجد(ين) صعوبة أو سهولة للتعبير عن المشاعر سواء كانت حزنا أو سعادة أو حبا أو غيره؟ Hope Heaven قد تختلف المشاعر من شخص لآخر هناك من يراها أنها ضعف و لا يجب البوح بها فيحتفظ بها لنفسه و هناك من يراها هينة و يرى أن قولها فعل يجب حدوثه و بين هذا و ذاك تترتب حالات نفسية لكلا الطرفين فالأفضل أن نبوح بمشاعرنا مهما اختلفت و إن كان الخجل من المحيطين بنا فهناك بالتأكيد أناس نثق فيهم كالأم أو الأخت أو الزوج و الزوجة على حد سواء أنا أرى أن الإنسان كتلة من المشاعر لا يمكن حصرها و الله جلا و علا لم يخلق فينا هذا من عبث لكنها الروح الانسانية التي تميز الإنسان ...تحياتي Sanaa Cool عدم التعبير عن المشاعر والاحاسيس من اصعب المواقف التي تمر على الانسان ويكمن ذالك ربما لعدم ثقته بالناس والخجل وهذا مايجعله يضبط مشاعره داخل قلبه مما قد يسبب له مكب...