لكي لا تكون تعيسا لابد لك من أن تتقن العيش بتعاسة و تبلغ الذروة فيها و تتكلم مثلما كان يتكلم مايدي رحمه الله
بؤساء فيكتور هيغو هم الأثرياء في سلم الفقر و الحرمان الذي يصل دركه الأسفل إلى مرتع بؤساء البؤساء في أ و ط ا ن ن ا
ليست نظرة سوداوية للحياة بل هي نظرة رمادية متفائلة
السعادة أو الرضى الذي تريده لك الدينصورات التي تتنفس بما تطرحه من غاز ثاني أكسيد
الكربون هي ببساطة معدلات رياضية في حلة شفرات حلاقية تحلق لك الأوهام التي هي في رأسك.
أن تكون سعيدا لابد أن تغض البصر عن النظر مطولا و معمقا في شوراع ألمانيا مثلا أو طرق السويد التي تجعلك تهستر و تتساءل: بحق الإلاه العظيم من ينظف لهم؟ أم أن طرقاتهم لا تتسخ أبدا؟
هذا سيجعلك حزينا فلكي تتغلب على هذا الشعور لابد أن تنظر بتفهم كبير إلى طرقات الحي الذي تعيش فيه لترى لوحات وحلية في سمفونيات عجيبة و تقنع نفسك أنه فن عفوي لا يستطيع أحد أن يقوم بمثله..
لكي تكون راضيا و متفائلا لا تقارن نفسك مع الكائنات البشرية الحية التي تعيش بعيدا عنك في الطرف الآخر من العالم..البشر الحقيقيون الذين يستمتعون بكل شيء حولهم.. فإن أرادوا حقا ينالوه و إذا أرادوا أن يبدعوا وجدوا لهم دعما و من يفكر منهم أن يخترع أمرا غير عقلاني و غريب و حتى أنه غير مفيد و لا يأتي بنفع فإنه يصبح مشهورا بمجرد أنه شيء اوريجينال. فلا تحاول أن تهستر مرة ثانية و تتساءل: كيف ينجحون و هو بلا دين و لا ملة ؟..ما عليك إلا أن تهدأ و تخبر نفسك بمنطق الكربي بأننا أحسن منهم لأاننا لسنا كائنات حية عادية بل نحن بشر فريد من جنسه حيث أننا لا نتعب بل مرتاحين و سعداء بأجسامنا و عقولنا الصدئة..و لكي ترتاح أكثر لابد أن تجدد ثقتك في الدينصورات فهي أكثر خبرة و أكثر عمرا و تاريخا فلابد أن تعرف مصالحنا أكثر منا و مصلحتنا كما يرونها هي في راحتنا فنحن ملوك لا يجب أن نعمل أو نجتهد و نفكر في اشياء سخيفة و لكن في المقابل ندخر تلك الطاقة للإبداع في الذل و الهوان حيث أن التذلل سمة عظيمة ترفع بقدرك إلى الأرض و تنظفك من أوهام الطيران لكي لا تسقط و تنفصل رقبتك عن جسدك..ألسنا محظوظين لأننا أصلا تحت..فالفوق يصيب بالدوار و لا داع لنا بذلك.
لكي تسعد و لا تحزن لابد لك من التخلي نهائيا عن فكرة الحياة الكريمة..لأنها فكرة مدعاة لكل أنواع الشر فهي كالخمر أم الخبائث ستؤدي بك إلى التباب و الهلاك.نحن أفضل ممن يعيشون حياة كريمة في الطرف الآخر لأننا لا نفكر إلا في الرغيف الذي نقدر عليه فأنى لنا التفكير في ديكور للمنزل أو في بنزين سيارة فخمة التي ستعلق في زحام مميت...نحن لا نستطيع على أن نضيع الوقت في التفكير في رحلة صيد أو نزهة في الغابة أو القيام بنشاطات اجتماعية و ترفيهية كما يفعل البشر الآخرون...لأننا محبوبون عند أرباب رقوبنا و لا يريدون لنا أن نتعب عقليا في التفكير بل ما يسعدنا هو أن لا يبقى لنا عقل على الإطلاق.
فإن حاولت و لك كل الحق في المحاولة أن تحل هذه الشيفرات للسعادة فلابد ان تتحمل التيه في جذور رباعية نتيجتها عقيمة دوما و تصطدم بالواقع الذي يقول لك : اتبع تعليمات الدينصورات.
رحمك الله يا مايدي
كتبته سهيلة سعدوني
أحابيل الشطيان بعد أسبوع من المعاناة و التقلّبات المزاجية أنهيت رواية قواعد العشق الأربعون و بيدي سبعة قصاصات تحوي نقاطا و أفكار استنبطتها من الكتاب و هي كثيرة جدا، ولكنني سأحاول قدر المستطاع أن أدرجها بالترتيب الذي كتبته و أن أمحصّها و أحلّل الأهم منها حتى لا يتحوّل مقالي إلى جريدة. 1- عنوان الرواية هو قواعد العشق الأربعون رواية عن جلال الدين الروميّ و بداخلها رواية بعنوان " الكفر الحلو" و هذا كان متعمّدا من الكاتبة التركية لأنّها تؤمن بالباطنية، الباطنية التي تحدّثت عنها طوال الرواية في شخصياتها و أحداثها و قواعدها. فالعنوان الأول يجذب القرّاء و أقطع يدي إن لم يكن جلّ من قرؤوا الرواية كان دافعهم العنوان و معرفة كيف يوقعون من يحبونهم في العشق !! . و هذا ما أردته الكاتبة تماما و قد نجحت فيه. أمّا نيّتها فهي أن توقعهم في متاهات التفكّر الشاذ و التأمّل اللاّمنطقي للدين عبر العنوان الثاني للرواية الداخلية و هو " الكفر الحلو" .و أنا بدوري تأمّلت ذكاءها الذي يشبه لحد كبير دهاء و مكر اليهود حين يخططون و يرسمون للإيقاع بأعدائهم ) نحن و غيرنا ( بتقديم شراب الب