par Souheyla Sadoun, lundi 7 janvier 2013, 13:49 ·
طوال سنوات كنت أحاول أن أنجح في تغيير هذه الشخصية أو على الأقل ايصال فكرة أن الدين يسر و سهل قدسهله الله علينا فليس علينا من حرج لنلتزم به أو أن تكون عندنا خلفية دينية ملتزمة في عصرنا هذا.. و لكن هذه الشخصية كانت ترفض الاستماع و تصد أي دعة الى الله من قبلي و تتذرع بذريعة أنه لا يمكننا أن نعيش متوازنين بين الالتزام و بين الفتن الحاصلة في مجتمعاتنا و من بين القضايا التي تناقشنا فيها كثيرا و مرارا قضية الاختلاط في حفلات الاعراس فكانت نظرتي و لازالت أنها ليست مقبولة أبدا حتى و لو أدى هذا الى أن ينزعج أو يأخذ على خاطره القريب و الصديق كنت أقول أن هناك بديل أن تأخذي بالهدية و تذهبي للتهنئة هذه من ديننا لا ضير في ذلك بل هو أزكى و أطهر..و لكن أن تذهبي الى حفلة تبدأ بعد صلاة العشاء على رقص و عري و اختلاط و بلاوي زرقاء فهذا ما لا يقبل به الدين و لا تقبل به النفس السوية حتى و إن كانت غير ملتزمة أو متدينة.. طبعا كالعادة الرد من الطرف الآخر كان رافضا مختلفا بذرائع عديدة و طويلة و ماذا عن حفلة عرس لأاخ أو أخت مالعمل في ذلك و كيف و من يقول هذا سيتوجب عليه منافقة نفسه إن حضر عرس أخيه على سبيل المثال...الى آخر هذه الاعتذارات و الأسباب التي هي في نظري واهنة دافعها الهروب من فكرة الالتزام أصلا.
تمر سنوات....
بعد أن كنت في نظر نفسي على الأقل أدعو إلى الله .أصبحت لا أمت في نظر هذه الشخصية لا أمت للدين بصلة فأنا أبتدع الأمور و أدعو الناس إلى البدعة. حجابي عري و فسق و ليس بسترة أصلا فكيف أطلق عليه اسم حجاب..مشاهدتي للتلفزيون نوع من العبادة للشيطان و العياذ بالله حتى أنني اتهمت بالتشبه بالكافرات لأنني أدرس اللغة الانجليزية فتعلم اللغة الاجنبية بدعة مضلة و تشبه بالكافرين ان لم تكن كفرا في حد ذاتها و خروجا عن الدين...و حصل بيننا نقاشات طويلة عن هذا التغيير العجيب و الذي يصدم خلايا المخ فتتوقف عن العمل متوسلة الرحمة و الرأفة...و لكن النقاشات كانت عقيمة بدون محاولة التبين من اسباب العقم أصلا... توقفت عن المناقشة و كلما تكلمت الشخصية في أمور الدين التي تحسبها من الدين هززت برأسي و وافقتها دون شروط و لا قيود و لا كلمة كما توافق المجنون على جنونه كي لا يهجم عليك ضربا...
مشكلة كبيرة جدا و ان بدت للبعض صغيرة... و ما يثير اندهاشي و يخرس لساني هو أن هذه الشخصية تابت و تفقهت في الدين كما تقول في اقل من أسبوع في حلقة في مسجد عاكفة هي و من كان معها على قراءة كتابين لا غير كتاب للالباني رحمه الله و كتاب للشيخ ابن العثيمين رحمه الله...و الأدهى و الأمر أنها كانت تسمع و تتلقى فقط لأنها أمية لا تقرا و لا تكتب...
عرفت أن التدين أو الالتزام في وقتنا صار له طبقات و مستويات هو أيضا فمن عدم التدين الى التخلق بدون دين الى دين بلا اخلاق الى التزام مع نفاق الى تشدد و اخيرا الى التعصب و التكفير ...
أنا لا أخفي نية من وراء هذا المقال كي لا يكابد أمثال هؤلاء العناء و يشن حربا لاداع لها...
أنا كتبت هذا المقال فقط لأنني لمست التغير الجذري الذي تحول الى نبذ و حتى كره من اقرب الناس اليك حين يعتنق هذه الافكار.
و نحمد الله على أن هذه الشخصيات قليلة في المجتمع و لو أنها بدت كثيرة.
سهيلة سعدون
أحابيل الشطيان بعد أسبوع من المعاناة و التقلّبات المزاجية أنهيت رواية قواعد العشق الأربعون و بيدي سبعة قصاصات تحوي نقاطا و أفكار استنبطتها من الكتاب و هي كثيرة جدا، ولكنني سأحاول قدر المستطاع أن أدرجها بالترتيب الذي كتبته و أن أمحصّها و أحلّل الأهم منها حتى لا يتحوّل مقالي إلى جريدة. 1- عنوان الرواية هو قواعد العشق الأربعون رواية عن جلال الدين الروميّ و بداخلها رواية بعنوان " الكفر الحلو" و هذا كان متعمّدا من الكاتبة التركية لأنّها تؤمن بالباطنية، الباطنية التي تحدّثت عنها طوال الرواية في شخصياتها و أحداثها و قواعدها. فالعنوان الأول يجذب القرّاء و أقطع يدي إن لم يكن جلّ من قرؤوا الرواية كان دافعهم العنوان و معرفة كيف يوقعون من يحبونهم في العشق !! . و هذا ما أردته الكاتبة تماما و قد نجحت فيه. أمّا نيّتها فهي أن توقعهم في متاهات التفكّر الشاذ و التأمّل اللاّمنطقي للدين عبر العنوان الثاني للرواية الداخلية و هو " الكفر الحلو" .و أنا بدوري تأمّلت ذكاءها الذي يشبه لحد كبير دهاء و مكر اليهود حين يخططون و يرسمون للإيقاع بأعدائهم ) نحن و غيرنا ( بتقديم شراب الب