الجرأة للتحدث عن أفضل خلق الله و أعظم بشر و خير البرية و قائد الأمة الإسلامية و رحمة للبشرية
لهو دعوة مصلحة و فعل خير بتشديد الياء، يلفه التردد و تحيط به ارتجفات الأنامل و يريد أن يمنعه الخوف و الخشية. لذا سأتجنب الحديث عنه بأسلوب ديني كي لا أقع في المحظور و أنا قليلة علم و صغيرة جدا للتحدث عنه بأبي هو و أمي و فؤادي و خوفا من الانصات لوساويس ابليس و خشية من السقوط في ثغرات يهرف بما لا يعرف.
و لكنني سأسرد قصة عن حقيقة الأمر المخيفة و التي تغشى القلوب و تغمرها خيبة و ندامة و تحسر يقطع الشرايين إربا إربا..
نحن على أبواب خير يوم طلعت عليه الشمس و هو مولد النبي صل الله عليه و سلم، و ما فيه من معان و فوائد تداوي جراحنا و تربت على أكتاف أرواحنا. غير أننا تغاضينا جورا و عدوانا على هذه المعان و الفوائد و رحنا نخوض معارك و حروب بالمفرقعات و الهجوم بنهم كبير و شراهة موحشة على المأكولات و الأطباق الشهية و هذا يحدث في أغلب البلدان العربية و أنا أخصص بلدي الجزائر.
أتذكر موقفا حصل معي يوم المولد النبوي الشريف حين طرق الباب إبن جارتي عمره عشر سنوات يرتجف و لم يعرف كيف يجمع كلماته فظننت أنه يريد قضاء حاجته لأنه صغير و يسكن في الطابق الأعلى و لكنه فاجأني و هو يقول حرفيا: طاطا أعطيني بريكة. و لغير المتكلمين باللغة العرفنسية يعني ذلك أنه طلب مني ولاعة و كان شديد الحماس متوترا و يرتجف من اللهو و اللعب مع أقرانه. فأردت أن أقوم . بدور المصلحة الثقافية و كم وجدت نفسي غبية و حالمة.فقلت له سأعطيك الولاعة إن أجبتني على أسئلتي فهز رأسه بالايجاب و الموافقة ، فسألت بماذا يحتفل فقال مباشرة: "بسيدنا طاطا ماراكيش عايشة في الدنيا" و سيدنا كلمة تقال في الغرب الجزائري تدل على يوم مولد الرسول الكريم صل الله عليه و سلم. فقلت له فأخبرني عنه سيدنا رسول الله ماذا تعرف ؟ فلم يجبني و بدأ يبتسم فقلت له سأساعدك قليلا فأخبرني ما اسم أمه، فقال بدون تردد آمنة، فقلت أحسنت و ما اسم أبيه فأجاب أيضا عبد الله فداعبت شعره و قلت له رائع . فما اسم زوجته؟ فلم يجب، فقلت له أساعدك.. ما اسم زوجته التي هي بنت صديقه؟ فقال لي: عاونيني و قوليلي اسم صديقه..طبعا ابتسمت و قلت له : أبو بكر الصديق، فقال: عاونيني و قوليلي كي سموهم بناته... ضحكت و لكنني أمسكت نفسي قليلا و أخبرته بجواب السؤال فأعاد طلبه مستعجلا أن أعطيني الولاعة. فأخبرته أنه لم يجب عن السؤال و بالتالي لن يحصل عليها فقال لي: أعرف اسم أخوه فقلت : هات ما عندك فقال: أخوه حمزة و أعرف من قتل حمزة إنه سفيان ..ابتسمت و قلت له إذهب إلى ماما و اسألها عن أعمام الرسول صل الله عليه و سلم و إن أجابت أشتري لك النجوم..طبعا مر ذلك اليوم و أنا أنتظر و اليوم الذي يليه و بعده و بعده و لم يظهر له أثر..و بعد أيام رأيته من النافذة فناديته وحين آتاني لم يفسح لي المجال للسؤال و قال منطلقا مستهزئا من أمه غير مدرك لأنه طفل بريء: " طاطا ماما ذاك النهار سقسيتها و قالتلي نعرف لميس و مراد و قصة باب الحارة برك"
أدركت و كنت مدركة سلفا و لكنني كنت أكذب نفسي و أعلل بربما و عسى، أن المشكلة الحقيقية في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بهذه الطريقة المفزعة ليس لأن الصغار مشاغبون و لكن أصاغر الكبار صغيرون و شعارهم على الدنيا السلام.
إنها حقيقة مرة و إنها للأغلبية فلا تخدعنك العزلة عن هؤلاء و تظن أن أخلاؤك الصالحون هم معمري هذه البسيطة ما هم إلا غرباء و وبر ابيض منير بجانب الوبر الأسود الكثيف على ظهر المعمورة.
و هل سيكون هناك أمل في جيل الغد؟ أم نقول إلا كما قال الشاعر
السكوت احيان خير من الكلام=والكلام احيانا خير من السكوت
ووالله ان الضرب فالميت حرام=لايعيش بخاتمه ولا يموت
بقلم سعدوني سهيلة
أحابيل الشطيان بعد أسبوع من المعاناة و التقلّبات المزاجية أنهيت رواية قواعد العشق الأربعون و بيدي سبعة قصاصات تحوي نقاطا و أفكار استنبطتها من الكتاب و هي كثيرة جدا، ولكنني سأحاول قدر المستطاع أن أدرجها بالترتيب الذي كتبته و أن أمحصّها و أحلّل الأهم منها حتى لا يتحوّل مقالي إلى جريدة. 1- عنوان الرواية هو قواعد العشق الأربعون رواية عن جلال الدين الروميّ و بداخلها رواية بعنوان " الكفر الحلو" و هذا كان متعمّدا من الكاتبة التركية لأنّها تؤمن بالباطنية، الباطنية التي تحدّثت عنها طوال الرواية في شخصياتها و أحداثها و قواعدها. فالعنوان الأول يجذب القرّاء و أقطع يدي إن لم يكن جلّ من قرؤوا الرواية كان دافعهم العنوان و معرفة كيف يوقعون من يحبونهم في العشق !! . و هذا ما أردته الكاتبة تماما و قد نجحت فيه. أمّا نيّتها فهي أن توقعهم في متاهات التفكّر الشاذ و التأمّل اللاّمنطقي للدين عبر العنوان الثاني للرواية الداخلية و هو " الكفر الحلو" .و أنا بدوري تأمّلت ذكاءها الذي يشبه لحد كبير دهاء و مكر اليهود حين يخططون و يرسمون للإيقاع بأعدائهم ) نحن و غيرنا ( بتقديم شراب الب