الحب... و من منا لا يعرف الحب؟ و من منا لم يحب ؟ كلنا نعرفه ماهو و كلنا أحببنا و نحب و سوف
نحب ما دام فينا عرق ينبض بالحياة نبضا و ما دامت قلوبنا تدق إيقاعا متناغما و ما دام الأكسجين ينصب إلى شراييننا صبا ....
فالحب هام في تعريفه الشعراء هياما أدى بعضهم إلى الخبل به و الجنون. و ضاع في البحث عنه العلماء العلمانيون منهم و المتصوفون ضياعا مشردا بهم إلى عوالمه الشاذة و المصطنعة بغير حق ما أنزل الله بها من سلطان. و غرق في بحور الحب الواهمة المراهقون و المراهقات و قد غاصوا في أعماقها غوصا كئيبا أدى بعضهم إلى الإنتحار. و زد على هذا أو أنقص منه. فمن وجد الحب و أدى به إلى متاهات مغلقة ليس فيها مسالك و لا أبواب للخروج فلم يعرف الحب أبدا و لم يذق طعمه الذائع في الحلاوة يوما و لم يعش بين أحضان لحظاته مطلقا و إن لم يقم و يستقيم على الطريقة الجمالية في البحث عنه فلن يقع عليه دهرا.
الحب...نجع في تعريفه المحبون حقا و التمسوا طريقة الهداية في إيجاده فانتهوا إليه و ضموه في صدورهم ضما محببا إلى من كانت فطرته السليمة حية ترزق و لم يقتلها بخنجر الألاعيب و الغواية قتلا بشعا.
الحب يا جماعة موجود فينا و خلق معنا فلماذا نبحث عنه و كانه قطعة درهم ذهبية ضاعت في بحر لجي يغشاه موج هائج و هذه القطعة تتوقف عليها حياتنا إن لم نجدها. فإذا بنا نغرق في البحر و نخسر حياتنا كلها.
حب الأم حب عظيم و حب الأب حب نبيل و حب الأخ حب رهيف جميل و حب الزوجة حب بديع و محبة جليلة و قس على هذا جميع أنواع الحب الطاهرة العفيفة القوية التي يجب أن تكون هي الأبرز و الأطهر و الأجل على أرض الواقع.
و ما كان لنا أن نستمتع بهذا الحب لو فقدنا الحب الأعظم و الأكبر و الأول و الأخير إطلاقا و هو حب المعطي و المانع، حب الظاهر و الباطن، حب الودود الذي يتودد إلى خلقه و يصبر عليهم و يحب لهم النجاة و يكره لهم الهلاك. الله جل ثناؤه و تقدست أسماؤه يحب من يحبه و يحب الهداية حتى لمن يكرهه و العياذ بالله.
متى وجدنا حب الله في قلوبنا تعرفنا عليه و عرفنا معنى الحب الحقيقي الطاهر الزكي النقي الذي لا تتكالب عليه قلوب الذئاب البشرية و الذي هو نزيه رفيع عن حب الباطل الذي تنحط من أجله الأخلاق لتوضع تحت أقدام الرحمة الوحشية.
سهيلة سعدوني
أحابيل الشطيان بعد أسبوع من المعاناة و التقلّبات المزاجية أنهيت رواية قواعد العشق الأربعون و بيدي سبعة قصاصات تحوي نقاطا و أفكار استنبطتها من الكتاب و هي كثيرة جدا، ولكنني سأحاول قدر المستطاع أن أدرجها بالترتيب الذي كتبته و أن أمحصّها و أحلّل الأهم منها حتى لا يتحوّل مقالي إلى جريدة. 1- عنوان الرواية هو قواعد العشق الأربعون رواية عن جلال الدين الروميّ و بداخلها رواية بعنوان " الكفر الحلو" و هذا كان متعمّدا من الكاتبة التركية لأنّها تؤمن بالباطنية، الباطنية التي تحدّثت عنها طوال الرواية في شخصياتها و أحداثها و قواعدها. فالعنوان الأول يجذب القرّاء و أقطع يدي إن لم يكن جلّ من قرؤوا الرواية كان دافعهم العنوان و معرفة كيف يوقعون من يحبونهم في العشق !! . و هذا ما أردته الكاتبة تماما و قد نجحت فيه. أمّا نيّتها فهي أن توقعهم في متاهات التفكّر الشاذ و التأمّل اللاّمنطقي للدين عبر العنوان الثاني للرواية الداخلية و هو " الكفر الحلو" .و أنا بدوري تأمّلت ذكاءها الذي يشبه لحد كبير دهاء و مكر اليهود حين يخططون و يرسمون للإيقاع بأعدائهم ) نحن و غيرنا ( بتقديم شراب الب