التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل ٢٠, ٢٠١٤

أنا و الثقافة 2

الجزء الثاني من مراجعتي لكتاب: مشكلة الثقافة لمالك بن نبيّ.  مشاركة مني لمبادرة كلنا نقرأ في اليوم العالمي للكتاب أنهيت الكتاب الأول بفضل الله تعالى من سلسلة مشكلات الحضارة لكاتبه المفكر الإسلامي الجزائري الجليل: مالك بن نبيّ الذي يوصف بمنهجية و فلسفة التفكير و ملكة في تقديم العلاج و الطبابة في قضايا الأمة المختلفة. و قد كانت سعادتي و حسرتي في نفس الوقت و أنا أقرأ الكتاب تؤنسان عقلي و هو في حالة تفكر و تدبر لقضية الثقافة في مجتمعنا الجزائري خاصة و العربي عامة. فضلت أن لا أتحدث في هذه المقالة عن مالك بن نبيّ رحمه الله و عبقريته الفذة في تحليل المشكلات لأنني أصغر بكثير من أن أستعرض إعجابي و انبهاري بتقنيته في الكتابة هذا من جهة. و من جهة أخرى يمنعني حزني و ازدرائي لنفسي أن أظهر عدم استحيائي لكوني أقرأ لمالك بن نبيّ أول مرة. و قد تحدثت عن هذا في الجزء الأول من هذه المراجعة الطويلة مستطردة بقصة الصديقة التي أنبتني حين علمت مني أنني أعرف لمالك عناوين فقط. بيد أن الاعتراف بالتقصير خطوة لانجاز الكثير و قراءة كتاب مشكلة الثقافة أولا قبل غيره من الكتب ما كان اختيار

أنا و الثقافة

الجزء الأول لمقالي عن قرائتي لكتاب مشكلة الثقافة في أحد الايام قبل تقريبا 9 سنوات كنت أتناقش و صديقة لي عن الكتب التي نقرؤها. و سألتني عمّا إذا كنت قد قرأت لمالك بن نبيّ. أجبتها بالصدق و هو أنني قرأت له بعض العناوين و أنا أتجول في مكتبة مركز البحث العلمي في الانتروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية حين كنت أزور والدي في مكتبه. إلا أن صديقتي تبسمت تلك الابتسامة الممزوجة من السخرية و الحسرة ثم قالت: "  كونك لم تقرئي لمالك بن نبيّ فاسمحي لي أن أقول لك أنك لم تقرئي قط" طبعا أخذتني حميّة الجاهلية في التعصب و الحنق و أخبرتها أن هذا غير صحيح فكونها هي أيضا لم تقرأ مثلا لفريديريك دارد الذي كنت أقرا له أنذاك رواية اسمها toi qui vivais لا يعني أنها لم تقرأ أدب فرنسي. طبعا قلت هذا لمجرد القول و الهروب من وخز في قلبي كان قد بدأ في إيلامي. و حسرتها التي كانت قوية في عينيها لاحقتني طوال هذه السنوات حتى قررت بالفعل أن أقرأ لمالك بني نبيّ كل كتبه و كنت قد اشتريت ثلاثة عناوين هي : تأملات، مشكلة الثقافة، مذكرات شاهد للقرن. و فعلا بدات في قراءة مشكلة الثقافة و قد شعرت فعلا بو

افتح عقلك

من منا لا يتمنى أن يتحلى بشمائل حميدة تجعل قلوب الناس تحجّ إلى قلبه و تأنس به؟. سؤال قد يبدو في طرحه بسيط و لكن مدلولاته و الإجابة عنه قد تكون أصعب مما نتصوّر، حيث أنّنا لا نكاد نهتّم بالجانب الإنساني لدينا تجاه الآخرين في زمن أصبحت فيه النفوس ضائقة متحجّرة، تئنّ مرارة الأنا و حرقة الضغينة بوعي منها أو بدون وعي. هذه حقيقة لا نستطيع إنكارها البتّة. تعلّمنا على مدى سنوات في زمن التعاملات مع البشر أن نكون وديين محبين بشكل ميكانيكي لا حياة فيه و لا يخرج هذا الشعور عن الإطار الصوري للمجاملات و كثير من الأحيان مداهنات تشي بعدم قدرتنا على التفاعل الحقيقي و التعامل بصدق لا تشوبه شائبة، و كأنّنا نخشى من إظهار العطف و التفهّم حتى لا ننجرف وراء هذه المشاعر فيظهر ضعفنا و يأسنا من أحوالنا. أو نرفض الاستسلام للمحبّة الصادقة مخافة الانهزام أمام سطوتها حتى نواصل التظاهر بأننا أقوياء لوحدنا. و الرفض قد يكون سببه التعصّب و الرفض المطلق الذي لا يوافق إيديولوجياتنا و أفكارنا التي نشأنا عليها. و مهما كانت الأسباب في عدم مقدرتنا على تفهّم الآخر بكل صدر رحب و تقبّله كيفما كان فهي قد نجحت إلى حد كبير في ت

قراءة لمسرحية كل شيء في الحديقة لجايلز كوبر

في حياتي كلها لم أقرأ إلا مسرحيتين الأولى كانت بعنوان la sauvage   أي المتوحشة لكاتبها جون أنوويل و ذلك حين كنت أقضي أيام العطلة الصيفية في منزل جدتي حيث كنت أنكبّ على مطالعة كتب الجيب الصغيرة جلّها لكتاب فرنسيين كان خالي يكسبها لعشقه للأدب الفرنسي. و الثانية هذه المسرحية بعنوان everything in the garden  للكاتب البريطاني جايلز كوبر و ما دفعني لقراءتها هو حديث صديقتي البرازيلية أنيتا الواقعة في غرام الأدب الانجليزي و خاصة المسرحيات عنها. المسرحيات التي أفضل مشاهدتها و لا أهتم كثيرا بقراءتها ذلك لأنني أشعر أنني سأصاب بالملل حين أنكبّ على قراءة حوار لا ينتهي من حيث أنه لا يوجد سرد للأحداث و غير ذلك. المسرحية تجري أحداثها في ضاحية من ضواحي لندن أين يعيش بعض الموسرين الذين بدت عليهم البحبوحة و الأبهة رغم مناصب شغلهم المتواضعة. و بطلا المسرحية هما برنارد و زوجته جيني اللذان يحلمان بشراء بعض الحاجيات و لكنهما لا يملكان المال الكافي لذلك. فتقرر الزوجة جيني أن تضع إعلانا في الجريدة للحصول على عمل الشيء الذي يرفضه برنارد بشدة. و المفاجأة تحدث أو تبدأ حين تزور جيني يهودية تتاجر