الجزء الأول لمقالي عن قرائتي لكتاب مشكلة الثقافة
في أحد الايام قبل تقريبا 9 سنوات كنت أتناقش و صديقة لي عن الكتب التي نقرؤها. و سألتني عمّا إذا كنت قد قرأت لمالك بن نبيّ. أجبتها بالصدق و هو أنني قرأت له بعض العناوين و أنا أتجول في مكتبة مركز البحث العلمي في الانتروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية حين كنت أزور والدي في مكتبه. إلا أن صديقتي تبسمت تلك الابتسامة الممزوجة من السخرية و الحسرة ثم قالت:
" كونك لم تقرئي لمالك بن نبيّ فاسمحي لي أن أقول لك أنك لم تقرئي قط"
طبعا أخذتني حميّة الجاهلية في التعصب و الحنق و أخبرتها أن هذا غير صحيح فكونها هي أيضا لم تقرأ مثلا لفريديريك دارد الذي كنت أقرا له أنذاك رواية اسمها toi qui vivais لا يعني أنها لم تقرأ أدب فرنسي. طبعا قلت هذا لمجرد القول و الهروب من وخز في قلبي كان قد بدأ في إيلامي. و حسرتها التي كانت قوية في عينيها لاحقتني طوال هذه السنوات حتى قررت بالفعل أن أقرأ لمالك بني نبيّ كل كتبه و كنت قد اشتريت ثلاثة عناوين هي : تأملات، مشكلة الثقافة، مذكرات شاهد للقرن. و فعلا بدات في قراءة مشكلة الثقافة و قد شعرت فعلا بوجود مشكلة في عقلي.
لا أزال في الصفحة الخمسين و عندي ثلاثة أوراق كتبت فيها الفوائد!!!
تذكرت صديقتي تلك و وددت لو أخبرها عن حسرتي أنا هذه المرة..غير أنني لا أعرف لها طريقا.
أظن أن المشكلة تكمن في عدم إتقان الاقتناء و الاهتمام في التنوع حين نود أن نقرا و هذه مشكلة لا يقع فيها إلا القارئ النهم بكل تأكيد و بعيدا عن الغرور