ليس من السهل أن تذهب لاستشارة طبيب في علة ما قد أصابت قلبك أو راسك فتجده لك بالمرصاد متبطأ كتابا و ساقطة قليلا على
عينيه نظارتيه الانيقتين يخبرك بأنك لست مريضا و لا تشكو من شيئ على الإطلاق...
في أيام مرت أحسست بضغط الدم و تسارع في دقات قلبي فقررت أن أستشير طبيب قلب علني أجد الجواب ففتح معي مواضيع ليست لها نهاية و السؤال الأول كان:
- هل أنت سعيدة؟؟
- الحمد لله أنا سعيدة..
بدأت جلستي النفسية معه و هو يحاول أن يعرف ما سبب اضطراب دقات قلبي و لماذا يرتفع ضغط الدم عندي حتى علم بخبرته و حنكته أنني أعاني من علة اسمها الطموح
- بماذا تحلمين؟
- لا أعرف ..لم أعد أعرف بماذا احلم..
و هنا تدفقت كلماته بعنف في مصب أسماعي ينصحني بعدم الطموح نهائيا...أخبرني قائلا:
- لماذا تتعبين نفسك و فكرك في التفكير في أحلام قد تجلب لك الألم؟ عندك زوج ينفق عليك تاكلين و تشربين و تلبسين معززة مكرمة في بيتك..
هنا ابتسم زوجي و لم يتكلم و كأن الحديث أدهشه من طبيب بروفيسور في امراض القلب..
- أكره الروتين
قلت له
فاجابني
- الروتين هو العمل بدوام يومي طيلة عام كامل ..هذا هو الروتين القاتل و معظم الذين يكتئبون و يمرضون هم من يعملون تحت القيود و الضغوط..في بلدنا لا توجد مناصب عمل فيها الابداع و خصوصا للمراة ...العمل هنا يا سيدتي يتسم بكل ما هو مرهق و محبط و متعب..فلا تفكري في العمل هذه نصيحتي..
ثم اضاف قائلا:
- المثقفون و المبدعون هم الذين لديهم اوقات فراغ يغتنمونها لينعموا بحياة هنية و يشعرون بالسعادة البالغة
كان هذا جزء صغير من كلامه او بالاخحرى نصيحته التي لحد الآن لا أعلم باي دافع يقولها و هل هو على صواب أن أنني على
صواب..
دوامة فكر عجيبة