ألتفت يمنة و يسرة لعلني أجد في كف الحياة العريض دافعا معززا يمنعني من التفلسف الوجداني
المنصب في نهر المجتمع الراكد الذي تحوم حولي أشجاره المتنوعة كشجرة التثبيط و شجرة الإحباط و شجرة الأحقاد و غيرها من النباتات التي لا تنفك تنمو فيبترها جرار الأمل و لكنها مثل جلد الأفعى تعاود النمو شريرة لا ترحم..
قد تكون هذه المقدمة كاللغز المحلول و قد يقرأ البعض مستفتحا يقول في نفسه: بما تفكر هذه المجنونة؟ سواء كان نية من يقرأ جنون سلبي أو جنوني إجابي.. لا يهم..الذي يبدو عندي هو أنني قد ضقت ذرعا بأرض الذل و المهانة المبسوطة..ذل الإحباطات و مهانة الإنكسارات الفردية منها و الجماعية..و كلما صادفت في وجهي تثبيطا للعزيمة كلما كبرت في رأسي أورام النجاح و التقدم..على الأقل نجاح معنوي و عزة نفسية تساعد القلب المنكسر على ضخ الدم الجاف الذي ما عادت أنيميا الشد إلى الأرض المصنوعة بيد البشر تكفي بل راح مبدعو التعطيل من الإنس يضيعون أوقاتهم في ري بدنك بنشارة الخيبة و التنقيص من أمرك..
ليسا سهلا أن تعيش بين كومة أشخاص يكرسون حياتهم لمحاولة تدمير الآخرين..أراهم كالقطعان متوقفة لتأكل أوراق حياتك و تعود لتجتر منها كل نجاح و جمال..ثم يعاودون المسير ليعثروا على أوراق أخرى لحياة شخص آخر يمضغونها و يلقون بالأخطاء و العثرات على جنب ممزقين النجاح بشتى أنواعه..
لماذا لا نقدر مجهود الذي يتعبون؟ لماذا كلما عمل أحد عملا صرخنا في وجهه بأنه يحلم و نرفسه بأرجلنا فنوقظه رغما عنه من واقعه الحقيقي الملموس اللذيذ إلى واقع الإحباط و الانكسار و الاكتئاب؟
لماذا نحن أشرار؟
المجتمع يا سادة إن غلظت فيه جماجم هؤلاء الناس صار خرابا بلون الربيع..و إن اشتدت قوتهم غداالمجتمع ركحا لمسرحية التخريب الفكري و التدمير الثقافي الهادف..لأن هناك ثقافة خاصة لهؤلاء لا يستطيع أحد نبشها أو حتى إنتقادها لأنها هادفة لتدمير الثقافة الهادفة..
و من اشد ما يدعم به هؤلاء المثبطون للعزيمة آراءهم هو قولهم أن المبدعين لابد و أن يكونوا من الدرجة الأولى في كل شيء..الدرجة الأولى في شهاداتهم العليا العالية..الدرجة الأولى في وضعيتهم الاجتماعية الشامخة..الدرجة الأولى في أرصدتهم المالية المتزايدة..و غير ذلك من الدرجات لأن في اعتقادهم أن النجاح أيا كان نوعه و مجاله لابد من توفر الدعامات الراسيات في نظرهم من مال و جاه و مكانة و معارف و محسوبية و غيرها...
و قد أستصيغ فكرة هذه الدعامات الراسيات فعلا..إذ أنك تجد شخصا يحاول أن يكون موجودا من مئة عام و لا حياة لمن تنادي..فكرة قد تكون صحيحة فعلا..
بالنسبة لي أطالب هؤلاء بالتنحي جانبا لبرهة من الزمن يدعون أنهم افتقدوها و ترك من يسري في عروقه الأمل في أن يصل لهدفه بمجهوده و توكله على الله سبحانه و تعالى و إن لم يملك ما يملكه غيره من تلك الدعامات و ينظروا إليه نظرة رحمة للحظات منسية..و أن لا يشفوا غليلهم بوضع أقدام إبداعاتهم و قوى أصحابهم على بعض الكلمات المكبوتة من اشخاص من الممكن أن ينتصروا عليهم في شكل من الأشكال..
فإن كنا لا نستطيع حتى أن نطالب باحترام جنونية الآخرين أو حتى على الأقل احترام تخيلاتهم الخبلية أنهم مبديعن فكيف بالله عليكم نطالب بالجنون نفسه كاسقاط و تسقيط؟؟
الإبداع في الكتابة له إخوة كالابداع في الأعمال الحرة و تأسيس مؤسسات مصغرة و الابداع في التصميم و الابداع في التحليل الاقتصادي و الابداع في ديكور البيوت و غيرها من أخوته من أباء مختلفين هم مجال الإعلام و مجال السياسة و مجال الرياضة..الخ
فهل يوجد ذل الأحلام أكثر من هذا..
كتبته سهيلة سعدوني
أحابيل الشطيان بعد أسبوع من المعاناة و التقلّبات المزاجية أنهيت رواية قواعد العشق الأربعون و بيدي سبعة قصاصات تحوي نقاطا و أفكار استنبطتها من الكتاب و هي كثيرة جدا، ولكنني سأحاول قدر المستطاع أن أدرجها بالترتيب الذي كتبته و أن أمحصّها و أحلّل الأهم منها حتى لا يتحوّل مقالي إلى جريدة. 1- عنوان الرواية هو قواعد العشق الأربعون رواية عن جلال الدين الروميّ و بداخلها رواية بعنوان " الكفر الحلو" و هذا كان متعمّدا من الكاتبة التركية لأنّها تؤمن بالباطنية، الباطنية التي تحدّثت عنها طوال الرواية في شخصياتها و أحداثها و قواعدها. فالعنوان الأول يجذب القرّاء و أقطع يدي إن لم يكن جلّ من قرؤوا الرواية كان دافعهم العنوان و معرفة كيف يوقعون من يحبونهم في العشق !! . و هذا ما أردته الكاتبة تماما و قد نجحت فيه. أمّا نيّتها فهي أن توقعهم في متاهات التفكّر الشاذ و التأمّل اللاّمنطقي للدين عبر العنوان الثاني للرواية الداخلية و هو " الكفر الحلو" .و أنا بدوري تأمّلت ذكاءها الذي يشبه لحد كبير دهاء و مكر اليهود حين يخططون و يرسمون للإيقاع بأعدائهم ) نحن و غيرنا ( بتقديم شراب الب